“إنها القوة الدافعة للطبيعة” … هكذا وصف ليوناردو دا فينشي الماء. واليوم، يتعرض النظام البيئي للحياة البحرية لتهديدات متزايدة. فما هي أسباب المشكلات المتعددة؟ ولماذا أصبح من الضروري للغاية أن نتعامل مع الأمر؟ وما هي الإجراءات التي يمكننا اتخاذها لتصحيح الوضع؟

كتبه فادى جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة العمليات الدولية لشركة عبد اللطيف جميل

تشغل المحيطات 70٪ من كوكب الأرض – فهي تغطي مساحة هائلة تبلغ 362 مليون كيلومتر مربع – وتوفر أكثر من نصف الأكسجين في العالم[1][2]. وقد ساهمت المحيطات في قيام التجارة بين البلدان من الشرق إلى الغرب منذ فجر التاريخ، كما دفعت المستكشفين إلى اكتشاف قارات جديدة، وكانت مصدرًا أساسيًا لتوفير الغذاء. وإلى يومنا هذا، لا تزال البحار تمثل شريان الحياة الاقتصادية للعديد من المجتمعات الساحلية ولاتزال الحياة البحرية توفر العناصر الغذائية الأساسية لنظام غذائي صحي خاصة في البلدان الأقل نموا[3].

The Health Benefits Of Eating Fish

تعليق: للأسماك  فوائد صحية مهمة وتعتبر مصدرًا أساسيًا للبروتين والعناصر الغذائية الدقيقة.

على الرغم من ذلك، تتعرض المحيطات والحياة البحرية لتهديدات لا يمكن إغفالها. فقد ارتفعت درجات حرارة المياه بنحو 0.1 درجة مئوية خلال القرن الماضي[1]. وللوهلة الأولى، قد لا يبدو هذا الرقم ذا دلالة، ولكنه في الواقع ينطوي على تأثيرات كبرى على تنوع الحياة البحرية بالمحيطات. وبالمثل، تتعرض الشعاب المرجانية التي تمثل المأوى وتوفر الحماية لآلاف الأنواع المائية للتهديد[2]، إذ يؤدى ارتفاع درجات حرارة البحر إلى موت الطحالب التي تبقي تلك الشعاب على قيد الحياة[3].

وتمتد القضية إلى التنوع البيولوجي للأنظمة المائية العذبة. فوفقًا للصندوق العالمي للطبيعة WWF))، يعيش في الأنهار والبحيرات والمناطق الرطبة من المياه العذبة 10٪ من جميع الأنواع البحرية. ويزداد التنوع فيها لكل كيلومتر مربع مقارنة بالكائنات التي تعيش في المحيطات أو على اليابسة[4]. لكن التدخلات والتأثيرات البشرية مثل: التلوث، وبناء السدود، وعمليات الصيد الجائر، والتعدين تقوض تنوع الكائنات ووفرتها.

 زيادة درجة حرارة البحار وارتفاع مستوياتها

وفقًا لتقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، قد ترتفع درجات حرارة المياه بين 0.40 و0.63 درجة في سيناريوهات الانبعاثات المنخفضة والعالية على التوالي، وذلك بين عامي 2081 و2100[5]. وثمة حقيقة علمية تقول إن المياه الباردة يمكنها امتصاص نسب أعلى من ثاني أكسيد الكربون (CO2). لذلك فإنه كلما ازدادت درجة حرارة المحيطات، تراجعت قدرتها على الاحتفاظ بثاني أكسيد الكربون فيبقى عالقًا في الغلاف الجوي.[6]

وينطبق المبدأ نفسه على ارتفاع منسوب البحار الذي ينتج عن زيادة حجم المياه. فهذا التمدد يحدث بسبب درجات الحرارة العالية ويؤدي إلى زيادة حجم مياه البحار عالمياً، حتى قبل احتساب الحجم الإضافي الناتج عن ذوبان الغطاء القطبي والذي سيتسبب في المزيد والمزيد من الارتفاع في مستوى سطح البحر.

وتتسارع وتيرة الكارثة. إذ يعتقد العلماء أن مستويات البحار قد ارتفعت بما يعادل 13-20 سم منذ عام 1900. ومن المتوقع أن ترتفع إلى ما بين 30 سم ومتر كامل بحلول عام 2100.[7]

واليوم، يمكن للمرء أن يلاحظ تأثيرات ارتفاع مستويات البحارجلية من خلال ظاهرة الفيضانات الساحلية المتزايدة[8]. ووفقًا للتقديرات، من المنتظر أن يتعرض  سكان المناطق الساحلية – والبالغ عددهم 300 مليون شخص – للفياضانات مرة واحدة في العام على الأقل بحلول عام 2050، إذا لم يتم خفض انبعاثات الكربون بمعدلات ملحوظة، ولم يتم تعزيز الدفاعات الساحلية.[9]

People at risk of annual flooding by 2050

ويؤثر استنفاد الشعاب المرجانية سلبًا على جهود حماية المناطق الساحلية[10]. وتعتبر الشعاب المرجانية بالنسبة لمئات الملايين من الأشخاص مصدرًا للحصول على التغذية الأساسية، وسبيلاً لكسب الرزق، ودرعًا للحماية من العواصف التي تهدد حياتهم، وفرصًا اقتصادية لا يمكن اغفالها. كما تعتبر الشعاب المرجانية حلقة وصل أساسية في سلسلة الإمدادات الغذائية البحرية. فوفقًا لبيانات الصندوق العالمي للطبيعة، تشغل الشعاب المرجانية 0.1 ٪ من مساحة المحيطات فقط، لكنها تدعم 25٪ من جميع الأنواع البحرية على هذا الكوكب. وفي واقع الأمر، يضاهي تنوع الحياة المرتبط بالشعاب المرجانية تنوع الغابات الاستوائية في الأمازون أو غينيا الجديدة[11].

ويضم الحاجز المرجاني العظيم قبالة سواحل أستراليا – والذي يعد أكبر سلسلة للشعاب المرجانية في العالم –أكثر من 2900 من الشعاب المرجانية فضلاً عن 900 جزيرة تمتد على أكثر من 2300 كيلومتر. وعلى غرار الآلاف من أنظمة الشعاب المرجانية حول العالم، يواجه هذا الحاجز المرجاني أخطارًا كبرى. وترى مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) أن المحيطات قد تخلو من الشعاب المرجانية بحلول عام 2050 إذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة سريعا[12]

من ناحية أخرى، يعنى ارتفاع مستويات البحر بالنسبة للكائنات البرية التي تعيش في المناطق الساحلية زيادة نسبة ملوحة مناطق المياه العذبة المحيطة وهو ما يعرض حياة بعض الأنواع مثل: السلاحف وطيور البحر للخطر[13]. كما ينطوي ذلك على تأثيرات ملحوظة على مدى توافر المياه العذبة للاستهلاك البشري.

الصيد وتبعاته

يؤثر ارتفاع درجات حرارة البحر أيضًا على صناعة صيد الأسماك، حيث تهاجر الحياة البحرية بعيدًا عن موائلها الطبيعية إلى المياه الأكثر برودة. ويعني ذلك أن أساطيل الصيد تحتاج إلى السفر لمسافات أبعد كى تتمكن من القيام بعمليات الصيد، وهو ما يترتب عليه إنفاق المزيد من الوقت والمال، وبالتبعية، استخدام المزيد من الطاقة، وضخ المزيد من الوقود والكربون في المحيط والغلاف الجوي. وقد لجأ البعض إلى استخدام بيانات المناخ لجعل عملية الصيد تتم بصورة أكثر فعالية، بينما تحول البعض الآخر إلى “تربية الأحياء المائية” أو “الزراعة المائية” (وتعني زراعة الاسماك في ظل ظروف تخضع للرقابة)  أو مفرخات الأسماك (حيث يتم انتاج زريعة الاسماك والاعتناء بها ثم إطلاقها في المياه الطبيعية).[14]

ويتعرض نحو 90٪ من الأنواع السمكية للتهديد بسبب الصيد الجائر وهو ما يزيد الأمر سوءًا[15]. وتشمل الأنواع المهددة بالانقراض: سمك القد، وسمك أبو سيف، وأسماك القرش. وقد توجهت الأنظار كذلك إلى سفن صيد الأسماك لدراسة نهج “التجريف” الذي تتبعه لغرض صيد كميات كبيرة من الأسماك والتخلص من كميات كبيرة منها بعد ذلك. من ناحية أخرى، تدمر سفن الصيد النظم البيئية البحرية، من خلال ما عرفّته عالمة الأحياء البحرية الشهيرة – سيلفيا إيرل – بنهج “الجرافة”. وترى إيرل أنه علينا أن نكون أكثر وعياً بـ “التكلفة الحقيقية” لأنشطة الصيد وأن نعمل على اتخاذ قرارات أفضل[16].

وقد وضع مجلس الإشراف البحري نموذجًا للصيد المستدام واعتبره معيار قياس علمي يتعين على مصايد الاسماك اتباعه. وهو يضع ثلاثة تدابير للصيد المستدام:

  1. الوقوف بصيد الاسماك عند مستوى يسمح باستدامة النشاط ويحافظ في الوقت نفسه على إنتاجية الأسماك وصحتها.
  2. إدارة أنشطة الصيد لغرض الحد من تأثيرها البيئي والحفاظ على صحة الأنواع والموائل الأخرى داخل النظام البيئي.
  3. إدارة مصائد الأسماك لعملياتها بطريقة تمتثل للقوانين ذات الصلة وبصورة تسمح بالتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.

جائحة المواد البلاستيكية

إذا لم تكن آثار تغير المناخ كافية، فثمة تهديد آخر غير مسبوق تتعرض له الأنظمة البيئية المائية يتمثل في الكميات الضخمة من المخلفات البلاستيكية التي ينتهي بها الأمر في المحيطات. وتقدر تلك المخلفات حول العالم بإجمالي 150 طنًا متريًا[17] – نحو  ثمانية ملايين طن سنويًا في الوقت الحالي. ويأتي حوالي 80٪ من تلك المخلفات من اليابسة نتيجة لغياب الوعي فيما يتعلق بعمليات التدوير. وتهدد المخلفات البلاستيكية ما يقدر بـ 600 نوع مختلف من الكائنات التي تعيش في المحيطات والتي غالبًا تحسبها طعاما فتلتهمها [18]. وثمة تخوفات متزايدة بشأن “البلاستيكات الدقيقة”، وهي جزيئات بلاستيكية دقيقة لا يمكن تمييزها في الماء تبتلعها الكائنات البحرية على جميع مستويات السلسلة الغذائية بما في ذلك الأسماك والتي يتم تناولها بعد ذلك من قبل الإنسان والحيوانات البرية الأخرى.

وترى مؤسسة ماكينزي للاستشارات أنه في حال استمرار الاتجاهات الحالية، يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 250 مليون طن متري بحلول عام 2025 – أو طن واحد من البلاستيك لكل ثلاثة أطنان من الأسماك[19]. وتقترح المؤسسة سلسلة من االتدابير لمواجهة هذه المشكلة. ويشمل ذلك: وضع أهداف موجهة لإدارة المخلفات على المستوى الحكومات، ونقل الخبرات العالمية وأفضل الممارسات إلى المدن التي تحظى بالأولوية، وضمان توفير بيئة الاستثمار المناسبة للقيام بالمشروعات، وتزويد القائمين على تقديم الخدمات التكنولوجية ببيانات تفصيلية للمساهمة في معالجة المشكلة.[20]

البعد الاقتصادى لإدارة البيئة البحرية

هل مازلت غير مقتنعا بخطورة الأمر؟ فماذا لو كانت القضية تتعلق بعالم الاقتصاد والأعمال؟

ترى مجموعة بوسطن الاستشارية في المحيطات “قوة اقتصادية” هائلة، فهي تحتل المركز السابع بين قوى الاقتصاد في العالم وتقدر قيمتها بأكثر من 24 تريليون دولار أمريكي. فالمسطحات المائية تدعم سبل كسب الرزق وتوفر فرص العمل في العديد من المجالات مثل الصيد والسياحة والشحن.[21]

Plastic Pandemic

في الوقت نفسه، يعتمد أكثر من ثلثي الاقتصاد البحري على الحفاظ على الأصول. وقد اتخذت مجموعة بوسطن الاستشارية  من البحر المتوسط مثالاً، فهو يمتد حول 21 دولة في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا، ويدعم أكثر من 150 مليون شخص على طول سواحله.

وتؤكد المجموعة أنه بينما تتدفق تريليونات الدولارات من السلع والخدمات عبر السواحل، فإن أصولنا من المحيطات والمجارى المائية لا تزال مستغلة ومستنفذة. ولعل التقاعس عن معالجة القضايا المهمة مثل تغير المناخ والصيد الجائرواستنزاف الموائل البحرية -التي تشمل الشعاب المرجانية وأشجار المانجروف – سيدفعنا بلا شك إلى السقوط إلى الهاوية.

وفي عام 2015، أصدرت مجموعة بوسطن الاستشارية بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة تقريرًا يحمل عنوان ” إنعاش اقتصاد المحيطات”[22] وقدمت من خلاله طرحًا يشمل ثمانية أسباب تستوجب التحرك لحماية أصولنا من المحيطات والمجاري المائية وذلك من خلال أربع ركائز: “تحديد الأهداف ذات المغزى”، و”وضع السياسات”، و”الحوكمة المسؤولة “و” القرارات المستنيرة وتبادل المعرفة “، كما هو موضحا أدناه:

البحار المشتركة

يبذل برنامج الأمم المتحدة للبيئة جهوداً حثيثة لتعزيز الإدارة المستدامة للبيئات البحرية والساحلية في العالم وحمايتها. ويتبنى برنامج البحار الإقليمية التابع له نهجًا يحمل عنوان “البحار المشتركة” يقوم على إشراك دول الجوار وتشجيعها على التعاون من أجل اتخاذ إجراءات تهدف إلى حماية بيئتها البحرية المشتركة[23].

ويتضح هذا الأمر بشكل خاص إذا ما أخذنا في الاعتبار أن معظم محيطات العالم تقع داخل المياه الدولية وخارج الولايات القضائية الوطنية – أو خارج نطاق حماية أية دولة بعينها.[24] واليوم، انضمت أكثر من 143 دولة إلى 18 اتفاقية وخطة عمل عن البحار الإقليمية في غرب إفريقيا وشرق إفريقيا ومنطقة الكاريبي والبحر المتوسط وشمال غرب المحيط الهادئ وبحار شرق آسيا وبحر قزوين.

وقد تضمنت المبادرات الأخيرة التي انطلقت في إطار برامج الأمم المتحدة مشروعًا في مابوتو بموزمبيق على الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا، حيث يعتبر العشب البحري ضروريًا لاستدامة حياة الجمبري/الروبيان وخيار البحر والمحار وسرطان البحر – والتي تعد مصادر مهمة للغذاء كما توفر للمجتمع المحلي فرص جيدة للعمل. على الرغم من ذلك، أدى الحصاد الجائر للمحار إلى تدمير 86٪ من مروج الأعشاب البحرية. ويجري الان تنفيذ برنامج بدأته جامعة إدواردو موندلين، بدعم من حكومة موزمبيق، يهدف إلى تثقيف المجتمع المحلي وتوعيته بممارسات الصيد غير المدمرة التي من شأنها أيضًا المساعدة في زراعة المحار بين الأعشاب البحرية.[25]

Eight Actions to secure our ocean assets

وفي اليابان، تشتهر قرية أونا في أوكيناوا المعروفة باسم “قرية المرجان” بشعابها المرجانية التي تجذب الغواصين من جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم مما ينطوي عليه ذلك من أهمية اقتصادية لا يمكن إنكارها، لا يعود الأمر بالنفع على الشعاب المرجانية بأي حال من الأحوال. وفي هذا الإطار، انضمت قرية أونا إلى برنامج قواعد السلوك المعروف باسم “الزعانف الخضراء” ‘Green Fins’ والتابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي يوفر التدريب والموارد للقائمين على ممارسات الغوص. وقد انطلق البرنامج في عام 1999 من قبل مؤسسة ريف العالمية الخيرية، والتي يقع مقرها في المملكة المتحدة، بالتعاون مع مشروع احيائي محلى قام بزراعة 30 ألف من الشعاب المرجانية[26].

من ناحية أخرى، تستنفد الممارسات الزراعية والتطورات الساحلية غابات المنجروف التي يُعتقد أن بإمكانها امتصاص نحو أربعة أضعاف الكربون الذي تحتفظ به الغابات الاستوائية على سبيل المثال. ففي مناطق مثل فيتنام والهند، على سبيل المثال، تم تدمير أكثر من 50٪ من غابات المنجروف التاريخية.[27] ومن بين المشروعات القائمة للحفاظ على أشجار المنجروف مبادرة في فيلوندرياكي بمدغشقر تهدف إلى إحياء أكثر من 1200 هكتار (حوالي 3000 فدان) من الغابات والحفاظ عليها.[28]

واعتبارًا من يناير 2020، قامت المنظمة البحرية الدولية (IMO) من خلال بعض اللوائح بخفض الحد المسموح به من انبعاثات الكبريت المتصاعدة من السفن البحرية في المياه الدولية من 3.5٪ (وهي النسبة التي كان معمولا بها في الماضي) لتصل إلى 0.5٪ فقط، أي أن نسبة الخفض بلغت 80% وهي بذلك تمثل أكبر معدل لخفض محتوى الكبريت في وقود النقل يحدث مرة واحدة[29]. ومن المنتظر أن يؤدي ذلك إلى تراجع كمية أكاسيد الكبريت المنبعثة من السفن بشكل كبير، وهو ما ينطوي على منافع صحية وبيئية جمة للكوكب خاصة بالنسبة للسكان الذين يعيشون على مقربة من الموانئ والسواحل.

تضافر جهود

إن مواجهة الأضرار التي تعرضت لها المحيطات حتى الآن ليس بالمهمة السهلة، إذ يتطلب الأمر تضافر جهود مؤسسات الأعمال وقادة المجتمعات والمستهلكين والحكومات.

وتحمل المبادرة العالمية حول السياحة والبلاستيك – والتي تديرها الأمم المتحدة – أكثر من 450 توقيع من مؤسسات للأعمال وحكومات ومنظمات أخرى تتعهد من خلالها بالالتزام بالحد من المواد البلاستيكية بحلول عام 2025،  من خلال اتخاذ تدابير تشمل: التخلص من نمط التعبئة والتغليف البلاستيكي غير الضروري، والتحول من البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة إلى الانواع القابلة لإعادة الاستخدام، واستيعاب فكرة أن يكون البلاستيك المستخدم في التعبئة والتغليف قابل لإعادة التدوير أو التحلل بحلول عام 2025، وتقديم تقرير علني وسنوي عما يتم أحرازه من تقدم في هذا الصدد. [30]

ويمثل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) كيانا بيئيا يضم نحو 1300 منظمة عضو من الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية وجمعيات الأعمال والمؤسسات الأكاديمية[31]. وخلال المؤتمر العالمي للحفاظ على البيئة والذي عقده الاتحاد في عام 2016، وافق الأعضاء على قرار يتعلق بحماية 30٪ من المحيطات بحلول عام 2030. وقد دعا المؤتمر إلى توجيه الدعم للبحث العلمي لغرض تحليل ورصد الآثار المترتبة على تغير المناخ وتوظيف المعرفة في تنفيذ الاستراتيجيات المناسبة للتخفيف من حدة الأزمة[32]. ومن المقرر انعقاد المؤتمر القادم، والذي يقام كل أربع سنوات، في يونيو 2020.

وعلى المستوى الشخصي، أفتخر بأن مجموعة عبد اللطيف جميل – من خلال شركة ألمار لحلول المياه – تسهم في معالجة بعض القضايا المتعلقة بتوافر إمدادات المياه العذبة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم وتأمينها.

فشركة ألمار لحلول المياه متخصصة في تقديم الامكانات الفنية المطلوبة لتطوير البنية التحتية للمياه، ويشمل ذلك: التصميم والتمويل والتشغيل. وقد أثبتت أنها المكمل المثالي لشركة فوتواتيو رينيوابل فينتشرز  Fotowatio Renewable Ventures، ذراع الطاقة المتجددة لشركة عبد اللطيف جميل للطاقة.

وفي يناير 2019، حصلت شركة ألمار لحلول المياه علي عقد في المملكة العربية السعودية لتطوير محطة الشقيق 3 لتحلية المياه، وهي واحدة من أكبر محطات تحلية المياه في العالم التي تعمل بنظام التناضح العكسي. وعلى مقربة من مدينة الشقيق الواقعة على ساحل البحر الأحمر، من المنتظر أن تسهم الاستثمارات التي بلغت قيمتها 600 مليون دولار أمريكي في تطوير محطة تغطي مساحة تعادل مساحة 34 ملعب كرة قدم. ومن المنتظر عند الانتهاء من المشروع في عام 2021 أن يوفر 450,000 متر مكعب من المياه النظيفة كل يوم بنظام البناء والتملك والتشغيل مع WEC لمدة 25 عامًا. وسيحصل أكثر من 1.8 مليون شخص على المياه العذبة من المحطة، في حين سيتم توفير 700 وظيفة.

وجاءت أنباء مشاركتنا بعد أقل من ثمانية أسابيع من حصولنا على عقد أول محطة تحلية كبيرة في كينيا. ومن المنتظر أن توفر هذه المحطة فور تشغيلها 100,000 متر مكعب من مياه الشرب لأكثر من مليون شخص في مومباسا الواقعة على الساحل الكيني، حيث تسببت أزمة حادة في المياه في انقطاع الإمدادات لعدة سنوات.

الحل يبدأ على الارض

وكما ذكرنا انفًا، تتسبب الأنشطة التي تتم على اليابسة في أكثر من 80% من تلوث المحيطات. وبالإضافة إلى البلاستيك، تشمل هذه الانشطة تصريف مياه المدن، والتنمية الساحلية، والصرف الزراعي للمبيدات الحشرية وصرف المصانع والمنشآت الصناعية.36,37

ووفقا لتقديرات ناشيونال جيوجرافيك، تقوم محطات معالجة مياه الصرف الصحي في الولايات المتحدة بصرف ضعف الملوثات الناتجة عن ناقلات النفط في المجاري المائية. وتؤكد ناشيونال جيوجرافيك أن ثمة خطر آخر يتمثل في الطحالب والنباتات السامة التي تدخل مياه الموانئ. وهي تقترح حلولاً تشمل: إنشاء متنزهات بحرية لحماية التنوع البيولوجي، والحد من ممارسات سفن الصيد، والتصوير الصوتي العسكري الذي يضر أو يقتل أنواعًا مثل الدلافين والحيتان، وتشجيع الصيادين على استخدام أساليب الحفاظ على البيئة دون الإضرار بسبل عيشهم[33].

إن الحلول جد معقدة، لكن حماية محيطاتنا يجب أن تكون على رأس جدول أعمال تغير المناخ العالمي – لا سيما فيما يتعلق بأمننا الغذائي والمائي. من المنتظر أن يصل عدد سكان العالم البالغ حاليا 7.6 مليار نسمة إلى 9.8 مليار نسمة بحلول عام 2050 و11.2 مليار نسمة بحلول عام 2100. وبالنسبة للعديد من المجتمعات – خاصة في البلدان الفقيرة – لا تزال البحار تمثل مصدرًا أساسيًا للغذاء والتغذية والحصول على فرص العمل. لقد كان الإنسان فيما مضى يعتبر المحيطات أحد أكثر الطرق فعالية لامتصاص الكربون. أما الان، فقد وصلت المحيطات إلى الحد الأقصى وأصبح لزامًا علينا أن نتحرك بسرعة للحفاظ عليها.

إنني اتطلع إلى حماية محيطاتنا – قبل فوات الأوان – من خلال العمل بروح التعاون مع كيانات الأعمال والحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية.

[1] https://www.iucn.org/resources/issues-briefs/ocean-and-climate-change

[2] https://www.nhm.ac.uk/discover/quick-questions/why-are-coral-reefs-important.html?gclid=Cj0KCQjw09HzBRDrARIsAG60GP9hNeNmABUXeDcVs2NiWNvNQJXEEuprOW5-Zs00HmfkK_wmQOvu8k0aAopVEALw_wcB

[3] https://www.weforum.org/agenda/2014/06/challenges-worlds-oceans

[4] https://smartwatermagazine.com/news/wwf/emergency-recovery-plan-could-halt-catastrophic-collapse-worlds-freshwater-biodiversity

[5] https://www.iucn.org/resources/issues-briefs/ocean-and-climate-change

[6] https://www.theguardian.com/environment/climate-consensus-97-per-cent/2017/feb/16/scientists-study-ocean-absorption-of-human-carbon-pollution

[7] https://ocean.si.edu/through-time/ancient-seas/sea-level-rise

[8] https://www.bbc.co.uk/news/science-environment-51283716

[9] https://www.theguardian.com/environment/2019/oct/29/rising-sea-levels-pose-threat-to-homes-of-300m-people-study

[10] https://www.iucn.org/resources/issues-briefs/ocean-and-climate-change

[11] https://wwf.panda.org/our_work/oceans/coasts/coral_reefs/

[12] https://www.bcg.com/en-gb/publications/2017/transformation-sustainability-economic-imperative-to-revive-our-oceans.aspx

[13] https://www.yaleclimateconnections.org/2018/05/rising-sea-levels-putting-wildlife-at-risk/

[14]  https://www.yaleclimateconnections.org/2020/03/ocean-fish-swim-away-from-warming-waters/

[15] https://www.weforum.org/agenda/2018/07/fish-stocks-are-used-up-fisheries-subsidies-must-stop/

[16] https://marinebio.org/interview-with-dr-sylvia-earle/

[17] https://www.mckinsey.com/business-functions/sustainability/our-insights/saving-the-ocean-from-plastic-waste

[18] https://www.weforum.org/agenda/2019/01/we-can-stop-choking-our-oceans-with-plastic-waste-heres-how/

[19] https://www.mckinsey.com/business-functions/sustainability/our-insights/saving-the-ocean-from-plastic-waste

[20] https://www.mckinsey.com/business-functions/sustainability/our-insights/saving-the-ocean-from-plastic-waste

[21] https://www.bcg.com/en-gb/publications/2017/transformation-sustainability-economic-imperative-to-revive-our-oceans.aspx

[22] https://www.worldwildlife.org/publications/reviving-the-oceans-economy-the-case-for-action-2015

[23] https://www.unenvironment.org/explore-topics/oceans-seas/what-we-do/working-regional-seas/why-does-working-regional-seas-matter

[24] https://www.weforum.org/agenda/2014/06/three-ways-can-save-worlds-oceans

[25]  https://www.unenvironment.org/news-and-stories/story/saving-mozambiques-seagrass

[26] https://www.unenvironment.org/news-and-stories/story/village-coral-moves-protect-its-namesake

[27] https://smartwatermagazine.com/news/wwf/climate-crisis-mangroves-bring-massive-benefits

[28] https://www.unenvironment.org/news-and-stories/story/greening-blue-championing-coastal-climate-solutions

[29] https://www.woodmac.com/nslp/imo-2020-guide/

[30] https://www.unenvironment.org/news-and-stories/story/tourism-tackle-plastic-pollution-new-commitment

[31] https://www.iucn.org/

[32] https://www.iucn.org/resources/issues-briefs/ocean-and-climate-change

 https://www.nationalgeographic.com/environment/habitats/ocean-threats/

Connect with me on LinkedIn