مع تشجيع الاستثمار الخاص عبر المملكة العربية السعودية الغنية بالمعادن، كيف يبدو مستقبل قطاع التعدين في البلاد؟

بينما تواصل المملكة العربية السعودية سعيها نحو تلبية الطموحات المنصوص عليها في رؤية السعودية لعام 2030، يظل التنوع الاقتصادي هدفًا رئيسيًا لها.  يوفر قطاع التعدين في البلاد، والذي حقق نموًا بنسبة 6.3٪ في الربع الأول من عام 2018، إمكانات غنية لأولئك الذين يتطلعون إلى تطوير الإيرادات غير النفطية، بما في ذلك المستثمرين الأجانب.

فالذهب والبوكسيت والفوسفات والنحاس جميعها متوفرة بكثرة في المملكة العربية السعودية.  تقدر وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في البلاد (MEIMR) ثروتها المعدنية بنحو 1.3 تريليون دولار أمريكي، مع احتياطي الذهب وحده بنحو 240 مليار دولار أمريكي[1].  و تهدف إلى زيادة قطاع التعدين من 17 مليار دولار أمريكي حاليًا إلى 64 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.

في قلب هذه الصناعة المتنامية تقبع شركة عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة، المزود الرائد للسيارات التجارية والمعدات الصناعية والثقيلة – من العلامات التجارية العالمية بما في ذلك المعدات الصناعية لكوماتسو وتيكسان وتويوتا. 

وتحدثت فتح الآفاق إلى عارف شيشتي، العضو المنتدب لشركة عبداللطيف جميل للمعدات الثقيلة، لمعرفة المزيد عن قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية وكيف يمكن لشركة عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة أن تساعد في جذب الاستثمار الخاص الضروري وتسهيله لضمان نجاح التعدين خلال العقد القادم.

س:  ما مدى واقعية طموح مضاعفة حجم قطاع التعدين إلى أربعة أضعاف في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030؟

إن رؤية 2030 واضحة للغاية وملتزمة بفتح هذا القطاع وإدخال مقاولين دوليين بمهاراتٍ متخصصة.  دائمًا ما كانت المملكة العربية السعودية غنية بالمعادن، إلا أنها لا تزال غير مستغلة نسبيًا – رغم الموارد الهائلة للبلاد.  ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن مضاعفة حجم قطاع التعدين إلى أربعة أضعاف لا يعد إفراطًا في الطموح في الواقع.  وسيكون أحد العناصر الأساسية هو الاستثمار الخاص من قبل الشركات الدولية التي لديها خبرة في التعدين.  وقد رحبت تلك الشركات بشدة، ويتوافق هذا النوع من الشراكة بين القطاعين العام والخاص تمامًا مع رؤية 2030.

س:  كيف تغير قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة؟

لقد بدأت الحكومة في زيادة التركيز على قطاع التعدين منذ سبع سنوات تقريبًا، بدعوة المقاولين الدوليين للتنافس في المناقصات الرئيسية.  ومنذ ذلك الحين، بدأت سبع شركات دولية العمل في أربعة مشاريع كبيرة تشمل الذهب والفوسفات والبوكسيت.  ووفقًا للمعلومات التي حصلنا عليها من الدراسات الاستقصائية حتى الآن، يُعد الفوسفات، الذي يستخدم كثيرًا في قطاع الأسمدة، والبوكسيت هما أهم معادن في المملكة العربية السعودية.  وتم منح عقد لمنجم ذهب قبل خمس سنوات، وكانت شركة عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة موردًا رئيسيًا للمعدات في ذلك المنجم. ثم تم منح عقد لمنجم فوسفات قبل عامين، وكانت شركة عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة موردًا رئيسيًا للمعدات في ذلك المشروع. وفي كلا المشروعين، توفر شركة عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة قطع الغيار ومرافق ورش العمل في الموقع

س:  ما هو أثر تلك التغييرات على شركة عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة؟

يتوقع المقاولون الدوليون الذين يستثمرون في المملكة العربية السعودية مستوً معين من الخدمة، ويتوقعون الحصول عليه على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.  التعدين ليس عملية انتقال مباشرة.  وتعمل المعدات بشكلٍ عام لفترة تصل إلى 18 ساعة يوميًا، لذا يحتاج المقاولون إلى موردين يمكنهم دعم هذه العمليات.  ونحن أقوياء جدًا في ذلك المجال.  فنحن نوفر خدمة شاملة تمكن عملائنا من التركيز على مجالات خبرتهم الخاصة، بينما نعتني بجميع معداتهم ومشاكلهم التشغيلية.  في حالتين على الأقل، قال لنا المقاولون أن معاييرنا تساوي تلك التي اعتادوا عليها في أسواق التعدين الأكثر تقدمًا، إن لم تكن أفضل منها.

س:  ما هي الخدمات والمعدات النموذجية التي توفرها عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة؟

أولاً وقبل كل شيء، نحن قادرون على إجراء مسوحات استطلاعية في الموقع، ثم التوصية باستخدام أفضل أسطول ممكن لهذا الموقف، باستخدام عمليات المحاكاة بالكمبيوتر وإعداد تقارير بالسيناريوهات.  هذا هو نهجنا الذي يعتمد على المزيد من التشاور.  كما يمكننا المساعدة في الحصول على التمويل من خلال شركائنا في شركات التأجير التمويلي المختلفة، وهو ما يستحسنه المتعاقدون حيث يساعدهم على توزيع المخاطر.  وأخيرًا، يمكننا مساعدة الشركات العالمية على الحد من نفقاتها من خلال تزويدهم بورش العمل ومستودعات قطع الغيار والفنيين المهرة في الموقع.  سنقوم بتوظيف الفنيين المهرة، وإدارة عملية البيع بالكامل في الموقع، مما يزيد من وقت التشغيل عن طريق القضاء على بعض التأخيرات التي قد تتعرض لها لمجرد أن المملكة العربية السعودية بلد كبير للغاية يستغرق الانتقال به الكثير من الوقت.  إنها خدمة متكاملة تمامًا.  نحن قادرون على توفير عربات الخدمة ومعدات البناء والمولدات لكل مشروع، مما يجعل الأمور أيسر على المقاولين حيث يتعاملون مع مورد محترف واحد فقط.  

س:  كيف تساعد شركة عبد اللطيف جميل للمعدات الثقيلة الشباب السعوديين في تحقيق إمكاناتهم؟

لدينا برامج تدريبية لكلٍ من الموظفين وغير الموظفين (المتدربين) في مركز عبد اللطيف جميل للتدريب على المعدات.  المعدات الثقيلة، والتعدين على وجه التحديد، هي صناعة متخصصة.  وهناك الكثير من المعدات التي تتسم بقمة التكنولوجيا.  نحن نتحدث عن أمثال إنترنت الأشياء وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار لمجرد إكمال تخطيطات المنجم.  ولكن بالإضافة إلى المهارات التقنية، يجب علينا أيضًا النظر في الصحة البدنية للأفراد وتدريبهم بشكلٍ كامل على الصحة والسلامة.  فإذا كنت تعمل في منجم ولا تعرف مبادئ السلامة، فقد يكلفك ذلك حياتك.

عندما نقوم بالتوظيف، ننظر أولاً إلى صحة الأفراد وكفاءتهم البدنية.  هل يمكنهم العمل في درجات حرارة عالية تصل إلى 50 درجة مئوية، أو منخفضة تصل إلى -5 درجة مئوية،  هل لديهم حساسية تجعلهم غير قادرين على التعامل مع الملوثات الهوائية العالية الموجودة في معظم المواقع؟  بعد ذلك، نقوم بتدريبهم على المهارات الفنية.  وهذه هي المعرفة العملية التي يتم تدريسها في مركز التدريب الخاص بنا، بدلاً من تعليم الكتب المدرسية.  علاوةً على ذلك، نقوم أيضًا بتدريب مشغلي عملاءنا – ويمكن أن يكونوا من أي مكان في العالم.

س:  يمكنك تقديم معدات من علامات تجارية تشمل كوماتسو ومانيتو وتيكسان ما مدى أهمية تلك العلامات التجارية لاقتراحك؟

العلامات التجارية التي اخترناها، مثل كوماتسو لمعدات البناء، ومانيتو لمناولة المواد، ومولدات تيكسان، هم رواد في قطاعاتهم.  وما يميزنا هو خدمة ما بعد البيع التي نقدمها.  لذا، فمن خلال العمل مع الشركات الرائدة في العالم فقط، وانطلاقًا من فلسفة عبد اللطيف جميل، يمكننا تقديم خدمة متميزة حقًا في فئتها.

س:  هل تتوفر إمكانات نمو أكبر تتعدى الطموح الذي يهدف إلى مضاعفة حجم قطاع ال%D