أقام معمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم (J-WEL) و ومنظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children) شراكة في محاولة لتقديم برنامج يتولى تأمين احتياجات سلامة المعلمين وجودة التدريس في أماكن الأزمات.

بداية، ستعمل المنظمتان معا في الأردن، كواحد من عدة بلدان في الشرق الأوسط تعرضت أنظمتها التعليمية للإجهاد والضغط على إثر الصراع السوري. فهما يهدفان إلى إدماج السلامة الاجتماعية والعاطفية في برامج التطوير المهنية للمدرسين، وتقوية قدرات المعلمين، وإنشاء برامج مخصصة يمكن استخدامها وتكييفها وتوسعتها وفق سياقات طوارئ أخرى.

تقول السيدة هلي ثرونينج شميدت، الرئيسية التنفيذية لمنظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children): “لقد أظهر الأردن تعاطفًا قويًا بتقديم الملجأ لآلآف من الأطفال الذي فروا من الحرب الوحشية في سوريا. والكثير من هؤلاء الأطفال قد خبروا وعاشوا أشياء لا يجب بحال من الأحوال أن يمروا بها.

إن العودة إلى الحالة الطبيعة والتعليم الذان يُمكن للمعلم تقديهما هما ما يحتاج إليه هؤلاء الأطفال.

لذا فإن برنامجنا سيهدف إلى مساعدة المعلمين على دعم هؤلاء الأطفال حتى يمكنهم الاستشفاء من جروح الحرب غير المرئية والحصول على تعليم ذا جودة يستحقه كل طفل.”

لقد فر نحو ستة ملايين شخص من سوريا منذ عام 2011. وأكثر من مليون شخص منهم مقيم الآن في الأردن حيث عمل المعلمون بجهد استثنائي للإبقاء على نظام تعليم معترف به دوليًا.

وصرّح حسن جميل رئيس مجتمع جميل بالمملكة العربية السعودية، قائلاً: “يرى مجتمع جميل في التعليم أداة للناس لتحسين حياتهم وحياة من حولهم. وهذا هو الرباط الوثيق الذي يجمع بين مجتمع جميل ومعمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم (J-WEL) ومنظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children).

إننا نعي أن المعلمين بحاجة للتعاطف والشفقة لدعم الأطفال في تطورهم العاطفي، وبخاصة في أماكن الازمات. وعلى هذا الأساس فإن تحسين جودة ممارسات التعليم وتعليم الطلاب، عبر مزيج متنوع للتطوير المهني للمعلمين يعد عنصرًا أساسيًا في العملية برمتها.”

أما تقرير منظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children) الذي حمل عنوان – جروح خفية – الذي يعد الدراسة الأكبر من نوعها التي أجريت على مدار سنوات الحرب الأهلية في سوريا – فيكشف عن أزمة صحة عقلية مروعة بين الأطفال السوريين. فما يعرضه الأطفال يصف معدلات متزايدة من أذى النفس، ومحاولات الانتحار وسلس البول الليلي ومشاكل التحدث والنطق والسلوك العدواني أو الانسحابي. لقد حذر خبراء الصحة العقلية كذلك أن الأطفال السوريين قد أظهروا علامات من “التوتر الحاد” الذي قد يتسبب في مشاكل في نمو الأطفال وتطورهم.

لذا جاء إعلان التعاون الأخير في أثناء اجتماع عالي المستوى تم في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليناشد قادة العالم للإسراع بتقديم التزامات طويلة الأجل لتقديم التعليم للاجئين وتحسين ظروف ذلك.